الدرعية التاريخية: الموقع والأحياء وأشهر المعالم

الدرعية التاريخية: الموقع والأحياء وأشهر المعالم
كتب بواسطة: فاتن حامد | نشر في  twitter

تُعد الدرعية التاريخية من أبرز المواقع التراثية في المملكة العربية السعودية، وتحظى بمكانة كبيرة في التاريخ السعودي، حيث تقع الدرعية شمال غرب العاصمة الرياض، على ضفاف وادي حنيفة، وتعتبر مهد الدولة السعودية الأولى التي تأسست في منتصف القرن الثامن عشر، وكان لها دور ريادي في توحيد المملكة في ظل قيادة الإمام محمد بن سعود.

الدرعية التاريخية: الموقع والأحياء وأشهر المعالم

واحدة من أقدم المناطق في قلب المملكة العربية السعودية، فقد تأسست عام 1446م على يد مانع بن ربيعة المريدي، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى ابن درع حاكم اليمامة، حيث قام بتأريخ وصول قبيلة الدروع، التي جاء منها آل سعود من شرق شبه الجزيرة العربية.


إقرأ ايضاً:خصومات لا تعوض من أسواق العثيم على المنظفات ومنتجات العناية الشخصيةبأمر ملكي. صرف راتبين في حساب المواطن في الدورة القادمة

أحياء الدرعية التاريخية

تُعتبر الدرعية من أهم المدن التاريخية في المملكة العربية السعودية، وتقع على بُعد حوالي 20 كيلومترًا شمال غرب العاصمة الرياض، وتتميز بموقعها الاستراتيجي الذي جعلها مركزًا تاريخيًا وثقافيًا هامًا في شبه الجزيرة العربية، حيث تقع الدرعية في وادي حنيفة، وهو وادي غني بالمياه والموارد الطبيعية، مما ساعد في ازدهار الحياة فيها، و تنقسم الدرعية إلى عدة أحياء تاريخية، ومن أبرزها:

1- حي الطريف الدرعية

يُعتبر حي الطريف في الدرعية واحدًا من أبرز الأحياء التاريخية في المملكة العربية السعودية، حيث يعبر عن جزء مهم من تاريخ البلاد وثقافتها، ويمتاز هذا الحي بجماله المعماري الفريد، ويُعتبر رمز للعمارة التقليدية السعودية.

تأسس حي الطريف في القرن الثامن عشر، وكان مركزًا للسلطة السياسية والعسكرية خلال فترة الدولة السعودية الأولى، وارتبط الحي بأحداث تاريخية مهمة، حيث شهد العديد من الفتوحات والمعارك التي شكلت ملامح تاريخ المملكة، ويُعتبر موطنًا للعديد من القادة والشخصيات التاريخية البارزة، مثل الإمام محمد بن سعود، الذي أسس الدولة السعودية الأولى.

يتميز حي الطريف بتصميمه المعماري الفريد، الذي يجمع بين الطراز التقليدي والعمارة الإسلامية، وتضم المنطقة مجموعة من المباني القديمة التي تم الحفاظ عليها بعناية، مثل القصور والمساجد والأسوار، وتُستخدم الطين والحجارة في البناء، مما يضفي على الحي جمالًا خاصًا يعكس روح البيئة الصحراوية.

يعتبر حي الطريف مجتمعًا نابضًا بالحياة، حيث يقام فيه العديد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية، وتحتضن المنطقة مهرجانات ومعارض فنية تعكس التراث الثقافي للسعودية، كما تُعد الحرف اليدوية جزءً من حياة السكان، حيث يقوم الحرفيون بإنتاج أعمال فنية يدوية تبرز مهاراتهم التقليدية.

كما يُعتبر رمزًا للتاريخ والتراث السعودي، حيث يجسد روح الأمة وقيمها، ويمثل الحي نقطة جذب للزوار المحليين والدوليين، ويعكس الجمال الفريد للعمارة التقليدية، وبفضل جهوده المستمرة في الحفاظ على التراث وتطوير السياحة، يستمر حي الطريف في تقديم تجربة فريدة تعزز الوعي الثقافي والتاريخي للمملكة.

2- حي السريحة الدرعية

يعود تاريخ حي السريحة إلى حقبة تأسيس الدرعية، التي شهدت تطور حضري واجتماعي عبر قرون، وقد كان هذا الحي شاهد على العديد من الأحداث الهامة التي شكلت معالم التاريخ السعودي، حيث كان سكانه من القبائل العربية الأصيلة التي ساهمت في دعم الحركة السياسية والاجتماعية في المملكة في بداياتها.

حي السريحة يتميز بتصميمه العمراني الذي يعكس الطابع النجدي التقليدي، والبيوت فيه مبنية من الطين والحجر، مع استخدام الخشب في بعض التفاصيل المعمارية، وهي نفس المواد التي كانت تستخدم قديمًا في بناء المنازل، لتكون جزء من البيئة الطبيعية وتساعد في تكييف المنازل مع المناخ القاسي في المنطقة.

يُعتبر حي السريحة من أكثر الأحياء أهمية في منطقة الدرعية لما يمثله من بعد تاريخي وثقافي، وقد كان مركز للتفاعل الاجتماعي والسياسي، إذ كانت تعقد فيه المجالس والاجتماعات بين قادة الدرعية وشيوخ القبائل، كما كان الحي شاهد على توسع الدولة السعودية الأولى، التي بدأت من الدرعية.

إلى جانب مكانته التاريخية، فإن الحي يشكل جزء أساسي من الهوية الثقافية لمنطقة نجد، ويعكس الطابع العمراني والتخطيط الحضري للسريحة نمط الحياة التقليدية في نجد خلال القرون الماضية، حيث كانت الأزقة الضيقة والبيوت المتلاصقة تعبر عن التكاتف الاجتماعي والألفة بين سكان الحي.

في السنوات الأخيرة، شهد حي السريحة جهودًا كبيرة في إعادة ترميمه وتطويره من قبل الجهات المختصة بالمحافظة على التراث في المملكة، وتم الحفاظ على الطابع التقليدي للحي مع دمج بعض عناصر الحداثة لتلبية احتياجات السكان والزوار، حيث يتم ترميم المباني القديمة بعناية فائقة، مع الحفاظ على الهندسة المعمارية الأصلية، وقد أضيفت إليه مرافق حديثة لجعله منطقة جذب سياحي تعكس أصالة الدرعية وجمال تراثها.

تعتبر هذه الجهود جزء من رؤية المملكة 2030 التي تركز على تطوير المناطق التراثية والثقافية وتحويلها إلى مواقع سياحية عالمية، وحي السريحة، بفضل موقعة المتميز وقيمته التاريخية، يمثل إحدى الوجهات السياحية الهامة التي تستقطب الزوار المحليين والدوليين الراغبين في اكتشاف تاريخ المملكة.

3- حي البجيري

يقع حي البجيري في الضفة الشرقية لوادي حنيفة، ويواجه مباشرة حي الطريف الذي تم إدراجه في قائمة التراث العالمي لليونسكو، ويفصل بين الحيين جسر صغير يتيح للزوار التنقل بينهما بسهولة، مما يعزز من التجربة التاريخية والسياحية للزوار.

يتميز حي البجيري بالعديد من المعالم التي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، ويتمتع الحي بتصميم معماري يبرز الخصائص التقليدية لنجد، حيث تتجسد العمارة الطينية التقليدية في بيوته وأزقته الضيقة، ومن أبرز معالمه ما يلي:

  • ساحة البجيري: تعد ساحة البجيري مركز حيوي للزوار، حيث تُحيط بها المطاعم والمقاهي التي تقدم المأكولات التقليدية والمشروبات الشهية، وتوفر الساحة أجواءً مريحة تعكس التراث السعودي التقليدي.
  • متحف البجيري: يحتوي المتحف على مجموعة من القطع الأثرية والتاريخية التي تعكس الحياة اليومية والأنشطة الثقافية والتجارية التي كانت تجري في هذا الحي منذ قرون.
  • المسجد الكبير: يعتبر المسجد أحد أهم المعالم الدينية في الحي، حيث يعكس الفن المعماري الإسلامي بنمطه النجدي المميز.
اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X