أشهر محميات سعودية طبيعية لحماية الموارد البيئية

أشهر محميات سعودية طبيعية لحماية الموارد البيئية
كتب بواسطة: مختار العسلي | نشر في  twitter

تعتبر المملكة العربية السعودية موطنًا لعدد من المحميات الطبيعية التي تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي والحفاظ على الأنظمة البيئية الفريدة في مناطقها المختلفة، حيث تضم السعودية تضاريس متنوعة من صحاري، جبال، وسواحل بحرية تمتد عبر مساحات شاسعة، مما يخلق بيئات ملائمة لنمو أنواع متعددة من الحيوانات والنباتات، وبفضل جهود الهيئة السعودية للحياة الفطرية، تم إنشاء العديد من المحميات للحفاظ على الحياة البرية وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، وتسعى هذه المحميات إلى توفير بيئة آمنة للحيوانات والنباتات النادرة، وتعزيز التوازن البيئي، بالإضافة إلى دعم جهود التنمية المستدامة والمحافظة على التراث الطبيعي للمملكة للأجيال القادمة.

أشهر محميات سعودية طبيعية لحماية الموارد البيئية

تُعد المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية جزءً هامًا من جهود الحفاظ على البيئة وحماية التنوع البيولوجي في البلاد، حيث تهدف هذه المحميات إلى حماية الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات، والمحافظة على التوازن البيئي، وضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، حيث تشهد السعودية تنوعًا بيئيًا فريدًا، يمتد من الصحاري الشاسعة إلى الجبال العالية والسواحل البحرية، مما جعلها بيئة غنية بالتنوع الحيوي، ولذلك أنشأت المملكة العديد من المحميات الطبيعية التي تخضع لإدارة هيئة خاصة تُعنى بتطويرها وحمايتها، ومن بين هذه المحميات ما يلي:


إقرأ ايضاً:تحذيرات عاجلة من الدفاع المدني بشأن المجازفة بعبور الأودية أثناء هطول الأمطارعيار 21 وصل كام؟.. أسعار الذهب اليوم الجمعة في السعودية

1- محمية الوعول

تعتبر محمية الوعول من أبرز المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية، وهي واحدة من المناطق التي تعكس التنوع البيولوجي الفريد والثراء الطبيعي للبلاد، وتقع المحمية في منطقة الحريق بمحافظة الرياض وتحديدًا في منطقة جبلية وعرة جنوب غربي الرياض، وتتميز هذه المحمية بأهمية بيئية كبيرة وتعتبر مأوى لمجموعة متنوعة من الحيوانات والنباتات التي تساهم في الحفاظ على التوازن البيئي في المنطقة.

تغطي محمية الوعول مساحة شاسعة تُقدر بنحو 2369 كيلومتر مربع، وتحتوي على تضاريس متنوعة تشمل الجبال والوديان والصخور الوعرة، وتتميز هذه المنطقة ببيئة شبه صحراوية، إذ تتكون من مناطق جبلية ترتفع فيها درجات الحرارة في الصيف وتنخفض في الشتاء، ما يجعلها بيئة مثالية لتنوع واسع من الكائنات البرية، وقد سُميت المحمية بهذا الاسم نسبة إلى انتشار حيوان الوعل الجبلي فيها، وهو أحد أنواع الحيوانات النادرة التي تُعتبر رمزًا للحياة البرية السعودية.

تعد الوعول الجبلية من أشهر الحيوانات التي تعيش في المحمية، وهي من الأنواع المهددة بالانقراض عالميًا، حيث يتميز هذا الحيوان برشاقته وقوته في تسلق المناطق الجبلية الوعرة، ويعتبر رمزًا من رموز الطبيعة البرية في شبه الجزيرة العربية، إلى جانب الوعول، تضم المحمية أنواعًا أخرى من الحيوانات البرية مثل الغزلان، والثعالب، والذئاب، والضباع، إضافة إلى عدد من الطيور الجارحة مثل الصقور والنسور.

أما بالنسبة للنباتات، فالمحمية تحتوي على غطاء نباتي متنوع يتكون من أشجار وشجيرات تتكيف مع البيئة الصحراوية مثل الطلح والسدر، إلى جانب النباتات العشبية التي تزهر في المواسم الممطرة وتوفر غذاءً للحيوانات، تعتبر محمية الوعول نموذجًا رائعًا للمحميات الطبيعية التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي في المملكة، وتكتسب هذه المحمية أهمية بالغة لعدة أسباب، من أبرزها:

  • حماية الحيوانات المهددة بالانقراض: المحمية توفر مأوى آمنًا لأنواع عديدة من الحيوانات التي تعاني من خطر الانقراض، وعلى رأسها الوعول الجبلية.
  • المساهمة في الدراسات العلمية والبحثية: تعتبر المحمية مصدرًا غنيًا للدراسات البيئية والبيولوجية، إذ تتيح للباحثين فرصة لدراسة الكائنات الحية والأنظمة البيئية في بيئتها الطبيعية.
  • التوعية البيئية: تساعد المحمية في نشر الوعي بأهمية الحفاظ على الطبيعة والحياة البرية في السعودية، وهو ما يعزز الجهود الرامية إلى حماية البيئة والموارد الطبيعية في البلاد.

2- محمية جزر فرسان

تعد محمية جزر فرسان من أبرز وأهم المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية، إذ تمتاز بتنوعها البيئي الغني وطبيعتها الساحرة، وتقع هذه المحمية في البحر الأحمر غرب المملكة، وتضم مجموعة من الجزر المتناثرة على مساحة شاسعة، يبلغ عددها حوالي 84 جزيرة، كما تنفرد جزر فرسان بجمالها الطبيعي وبيئتها الفريدة، مما يجعلها وجهة سياحية بيئية مميزة ومكانًا هامًا للحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة.

تشكل محمية جزر فرسان موطنًا لأنواع متنوعة من النباتات والحيوانات، سواء البرية أو البحرية، فهي تعتبر ملاذًا للعديد من الطيور المهاجرة والمقيمة، مثل النورس والصقر والنسر، كما أن الشواطئ الرملية والمياه الصافية تشكل بيئة مثالية للعديد من الكائنات البحرية، بما في ذلك الشعاب المرجانية والأسماك الملونة والسلاحف البحرية والدلافين.

إحدى أبرز أنواع الحيوانات التي تعيش في هذه المحمية هي الغزلان الفرسانية، والتي تعتبر من الأنواع النادرة في الجزيرة، وقد أصبحت جزءً من رموز المحمية، حيث يتم مراقبة هذه الحيوانات وحمايتها بعناية لضمان بقائها في بيئتها الطبيعية.

تكتسب محمية جزر فرسان أهمية بيئية كبيرة بفضل الدور الذي تلعبه في الحفاظ على التوازن البيئي في البحر الأحمر، حيث تحتوي مياه المحمية على تنوع غني بالشعاب المرجانية التي تعتبر ضرورية لدعم الحياة البحرية وللحفاظ على النظم الإيكولوجية البحرية، والشعاب المرجانية ليست فقط موطنًا للأسماك والكائنات البحرية، بل تساهم أيضًا في الحد من تأثير الأمواج على الشواطئ، مما يساعد في الحفاظ على شكل الجزر الطبيعي.

تولي المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة لحماية محمية جزر فرسان، ضمن إطار جهودها للحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي، وتخضع المحمية لإدارة الهيئة السعودية للحياة الفطرية، والتي تقوم بمراقبة الحياة البرية وتنظيم النشاطات السياحية داخل المحمية لضمان عدم تأثيرها السلبي على النظام البيئي، وهذه الجهود تشمل برامج التوعية البيئية وتنظيم الرحلات البيئية التي تحترم معايير الحفاظ على الطبيعة.

3- محمية محازة الصيد

تعد محمية محازة الصيد واحدة من أبرز وأهم المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية، تقع هذه المحمية في المنطقة الغربية من المملكة، على بُعد نحو 180 كيلومترًا إلى الشمال الشرقي من مدينة الطائف، حيث تبلغ مساحتها حوالي 2,244 كيلومتر مربع، وتتميز بتنوعها البيئي الغني الذي يجذب اهتمام العلماء ومحبي الطبيعة على حد سواء.

تأسست محمية محازة الصيد عام 1989 ضمن جهود المملكة لحماية الحياة البرية واستعادة التوازن البيئي في المناطق الصحراوية، كانت الفكرة وراء إنشاء هذه المحمية هي إعادة تأهيل الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والطيور، والتي كانت مهددة بسبب تدهور البيئات الطبيعية في المملكة.

تتميز محازة الصيد بتنوع كبير في الأنظمة البيئية والكائنات الحية، إذ تعتبر بيئة صحراوية مغلقة، مما ساهم في الحفاظ على الأنواع المختلفة التي تعيش فيها، وتشتمل المحمية على عدد من الأنواع النباتية والحيوانية المميزة، من بينها:

  • الحيوانات المفترسة: تضم المحمية العديد من الحيوانات المفترسة مثل الذئاب العربية والثعالب.
  • الحيوانات العاشبة: تمت إعادة توطين المها العربي والريم (غزال الرمال) في المحمية، وهما من الأنواع المهددة بالانقراض.
  • الطيور: يوجد في محمية محازة الصيد عدد كبير من الطيور، منها الحبارى التي تم إعادة توطينها أيضًا، كما تحتضن المحمية أنواعًا من الطيور الجارحة مثل الصقور والعقبان.
  • الحياة النباتية: تحتوي المحمية على تنوع نباتي يعكس تكيف النباتات مع البيئة الصحراوية القاسية، ومن أبرز هذه النباتات الأرطى والغضا.
اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X